Wednesday, March 15, 2006

تصفية الأوضاع العالقة لمرحلة ما قبل حماس

تصفية الأوضاع العالقة لمرحلة ما قبل حماس

لا تبدو مقنعة كثيرا حكاية الأهداف الانتخابية وراء العملية الإسرائيلية باقتحام سجن أريحا، فهذه العملية لا تضيف كثيرا لرصيد كاديما، بل قد تنطوي على المغامرة بخلق أوضاع خارجة عن السيطرة مثل انهيار الهدنة وانفجار العنف بخلاف الوضع المريح انتخابيا لحزب أولمرت الذي يتجاوز
.نسبة 40% وهي نسبة عالية جدا يطمح الحزب بالمحافظة عليها وليس تجاوزها

ثم هناك التواطؤ الأميركي البريطاني المعيب والمخزي، الذي يمكن أن يتساوق مع وجهة سياسية ولكن ليس مع تكتيك انتخابي لطرف بعينه، والتساوق الذي حصل هو مع الترتيبات الاسرائيلية لما بعد فوز حماس ومنها تصفية أوضاع عالقة تعود للحقبة السابقة والتزامات لم يعد
.الأميركيون معنيين بها

ويلفت الانتباه حسب ما جاء في الأخبار انسحاب المراقبين الدوليين أيضا من معبر رفح! وإذا كان المبرر في أريحا هو أن أمن المراقبين للسجن الذي يحتجز فيه أمين عام الجبهة الشعبية أحمد سعدات ورفاقه، لم يعد مضمونا، وفق الشكوى التي قال ناطق أميركي انه تمّ إبلاغها للسلطة، فما هي الحماية التي لم تتوفر في رفح وما هو نوع التهديد الذي تعرض له المراقبون هنا وهناك؟ وهل كان صعبا الوصول مع السلطة إلى تفاهم لمعالجة أي مشكلة؟

حتّى لو كان الأمر يتعلق باحتمال لجوء السلطة في وقت ما لإطلاق سراح سعدات فإن لدى الولايات المتحدّة وبريطانيا من السلطة ما يحذران به عبّاس من خطوة أحادية الجانب كهذه، علما بان عبّاس كان يخشى على حياة سعدات إذا خرج، وكان حريصا على كل الاتفاقات الموقعة، ولم
.يكن مستعدا لتسليم حماس الحكومة إذا كانت ستخرق اتفاقات التزمت بها السلطة

والخلاصة ان كل هذه الحجج لا تصمد، والشيء الأكيد هو أن مغادرة المراقبين كانت تنكرا فضائحيا لاتفاق مبرم وتواطؤا مفضوحا مع القيادة الإسرائيلية التي لم تعد معنيّة بالحفاظ على حالات معلقة تعود لالتزامات سابقة، ولا تمكين الفلسطينيين من استكمال عملية الانتقال الديمقراطي للسلطة، ولا تجنيب حماس الإحراج بينما هي تحاول التوافق مع مسؤولياتها الجديدة أمام المجتمع الدولي، ولا تجد أمامها سوى أن تلجأ إلى
.مناشدة القوى الدولية وهي تعرف أي نوايا إجرامية وردود وحشية تبيتها إسرائيل للفلسطينيين

على غرار التواطؤ الأميركي البريطاني المعيب بسحب المراقبين لتمكين الإسرائيليين من اعتقال سعدات سنشهد على الأرجح استمرار التواطؤ مع
.برنامج وخطوات الحلّ أحادي الجانب وفق أكثر طبعاته سوءا والذي يقصم ظهر الفلسطينيين أرضا ومعيشة

.لعل ما حصل سيدفع الفلسطينيين للاستعجال في تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الجميع بلا استثناء لمواجهة المرحلة الصعبة القادمة


جميل النمري
15/3/2006
جريدة الغد الاردنية

1 comment:

SimSim said...

يا رب تجيب اللي فيه الخير

Post a Comment