Friday, February 17, 2006

الشظايا والفسيفساء

الشظايا والفسيفساء
المؤلف: مؤنس الرزاز



عدد الاجزاء: 1
سنة النشر: 1994
الطبعة رقم: 1
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
صفحة:131


:الناشر
عاد الى الاردن بعينين تتوهجان بالجنون وذاكرة ملغومة. لا يعرف أي حظ عجائبي أنقذه من مراصد الموت. كان مدمرا مثل سندباد عاد من
.رحلة مغامرات في بحار من الألغام والألغاز القاتلة. ارتمى على يابسة عمان
.وأخذ يلتقط أنفاسه كأنه بحار أسطوري خرج لتوه من ألاعماق السحيقة لمحيط مضلم صاخب. لم يكن يرغب في الجنس والطعام أو التدخين
.كانت تستحوذ عليه رغبة عارمة بالراحة والتأمل والكسل
:أستقر في جبل المتقاعدين. جبل الويبدة. صديقه الكاتب الأردني الذي تركه في بيروت قال له: إن عمان مدينة المتقاعدين. قال
.هذا ما أبحث عنه بالضبط.. بعد كل هذا الصخب والجنون -
راح ينفق النهار بالتثاؤب اللذيذ. استأجر بيتاً قديماً، لا هاتف فيه ولا جرس باب. في الليل يضطجع على أريكة ويتفرج على التلفزيون. أدمن التلفزيون، وأفلام الفيديو. حتى المسلسلات المصرية السخيفة صار يتابعها بمتعة. يقرأ صحف الصباح وهو يحتسي فنجان قهوة. ثم يخرج الى الحديقة الصغيرة فيسقى نباتاتها ويرش أرضها. يعود الى الصالة الصغيرة، يفتح كتابا من كتب ((أرسين لوبين)) ويطالعه. قالو له في بيروت خذ
.مكتبتك الهائلة معك الى عمان، فرفض. أحرقها. أحرق كتب ماركس وساطع الحصري والنفري ودوستيفسكي

No comments:

Post a Comment