Sunday, December 24, 2006

لما أخذا حذرهما - عودة لقمان - أديب عباسي

لما أخذا حذرهما


جاءت الهرة يوماً إلى أمها وقالت: يا أماه، أنت ترين ان الجرو الصغير جرو ظريف وأحب صحبته. فقالت الأم: لا بأس يا بنيتي، ولكن عليك ان تأخذي حذرك، فان من عادة الكلاب تحدينا والاعتداء علينا كما ترين أم هذا الجرو تفعل بي كلما صادفت مني غرة. فإذا صحبت هذا الجرو فلا تغفلي طرفة عين عن الحذر من نزواته وسوراته المفاجئة. فأجابت الهرة الصغيرة: لا تخشي
.بأساً، فأنني سأظل حذرة محتاطة ولا أع له سبيلاً لمباغتتي والاعتداء علي وأنا لاهية

ورأى الجرو الهرة الصغيرة فاستظرفها وأحب صحبتها، فمضى إلى أمه وقال: آماه أود صحبة الهرة الصغيرة التي في بيت صاحبنا، فهي هرة ظريفة حقاً وصحبتها كسب ومتعة، فهل تأذنين لي بصحبتها؟ فأجابت الأم: لا بأس يا بني، ولكن عليك أن
،تكون حذراً محتاطاً لغدرها وإسراعها إلى الأذى. فالهرة من أكثر خلق الله غدراً وغيلة. فأجاب الجرو: لا تخشي سوءاً
.فستظل عيناي عليها ولن أمكنها من غدري

واصطحب الجرو والهرة أحسن اصطحاب، ومضت أسابيع وهما على أشد ما يكونان رفقة طيبة وحسن إخاء، ونسيا التحذير
.الذي حذرتهما أمهما ولم يدر في خلد أحدهما خاطر من خواطر العداء أو الاعتداء

ورأت الهرة والكلبه ابنيهما يلعبان ساهيين لاهيين دون ان يبدو من أحدهما ريبة أو توجس، فاستدعت الهرة أبنتها وأنبتها تأنيباً على غفلتها واغترارها بمسألة الجرو، ثم قالت لها: إذا أحببت ان لا تجيئيني يوما بكف مهيضة (مكسورة) أو فك مهشم أو شعر طائر فعليكِ ان لا تغفلي عن نفسك هذه الغفلة المميتة وتركني إلى ظاهر الود والطيبة والوداعة في هذا الجرو الذي تصطحبين وتلاعبين كأنه دمية لا تعتدي ولا تؤذي. فأجابت الهرة الصغيرة: سأكون هذه المرة من الحذر والحيطة
.كما تشائين، فلا يركبك الهم من نحوي

واستدعت الكلبة جروها ولامته أشد اللوم على ما بدا لها من غفلته واستهتاره باتخاذ الحيطة والحذر كما أوصته، ثم قالت: إذا شئت ان لا تجيئني يوماً بآذان مشرطة ووجه مشوه وعيون دامعة أو دامية فعليك ان تكون حذراً محتاطاً في ملاعبتك هذه الهرة التي لا تخرج عن كونها هرة. فأجاب الجرو: سأكون هذه المرة كما تودين يا آماه، ولن أغفل عنها طرفة عين، فاطمئني
.ولا يأخذك الهم من قبلي

وعاد الجرو والهرة إلى اللقاء. ولكن لم تلبث الهرة ان ذهبت إلى أمها تعول وتموء أشد المواء وفي يدها مغرز نابين قويين، ولم
.يلبث الجرو كذلك ان مضى إلى أمه يصرخ ويستغيث وأراها وجهاً دامياً وآذنين مشروطتين

.وقالت الهرة لأبنتها: ألم أحذرك مرتين أيتها الطفلة الغبية؟ فذوقي الآن نتيجة الاغترار والاستهتار بنصائح الوالدين الثمينة

وقالت الكلبة لجروها: هذه نتيجة عصيان الوالدين وعدم المبالاة بما ينصحان ويرشدان، فذق الآن طعم العصيان والخروج على
.إرادة الوالدين المقدسة





Friday, December 15, 2006

.. كنتُ أجهزُ حقيبتي قبل الرحيل

.. كنتُ أجهزُ حقيبتي قبل الرحيل

.. مطراً وضعتُ بها

.. ووضعتُ دربيَ الذي أسلُكه كل يوم

.. وشجيرات الزيتون التي فيه والنخيل

.. وضعتُ خطواتي بها

.. ووجوه الذينَ أُصادفهم كل يوم

.. ضحكاتنا .. دموعنا

.. تاريخنا الطويل

.. علاء الهويجل
.. رحيل بلا أمتعة