عمان والصيف
16/6/2006
اليوم أول جمعة من العطلة الصيفية وتبدأ حالة استنفار من نوع جديد بدل الاسترخاء والتهيؤ لمشروع الإجازة الطويلة للعائلة.
مدن أوروبا تفرغ من أهلها وتمتلئ بالسياح، وتمتلئ الطرق الخارجية بطوابير لعشرات الكيلومترات باتجاه الشواطئ، أمّا عمّان فسوف تبقى ممتلئة بأهلها مضافا لهم جموع المغتربين العائدين من كل بقاع الأرض. وتغصّ الشوارع بسيارات المغتربين والضيوف إلى جانب سيارات عمّان التي كانت وحدها قد بدأت تخلق أزمة سير على مدار ساعات النهار وفي كل أوقات السنة. ولدينا تحويلات على التقاطعات بسبب مشاريع أنفاق قيد الانجاز ستساهم بحصّتها في جعل اختناقات السير في الحرّ القائض فوق حدود الاحتمال وسوف يتضاعف الطلب على المياه الشحيحة أصلاً. وبالمناسبة هل تتناسب الزيادة في نسبة الضخ مع الزيادة الهائلة في الحاجات وعدد المستهلكين هذا الصيف؟!
هناك همّ الأولاد أيضا؟! ماذا نفعل بهم هذا الصيف؟ حين كنّا اطفالا في القرى والبلدات لم يكن السؤال مطروحا أبدا. فخارج بوابة البيت مساحات لا تنتهي ليعيث فيها الصبيان لهوا ولعبا. لكن في عمّان العمارات والشقق يوجد فقط القلق من الشارع الذي قد يقطعه ابنك بغير انتباه، وسوف تشفق عليه من البقاء طوال النهار أمام الشاشة اللعينة فيقولون لك عن نواد وتقرأ عن عروض لبرامج للأولاد، سخيفة وليست رخيصة وتلزمك ببرنامج يومي للتوصيل والإعادة. بالمناسبة هل تفكر أمانة العاصمة ببرامج للصيف؟ وهل تفكر وزارة السياحة ببرامج على غرار ما فعلت سابقا لتشجيع السياحة الداخلية؟
نبقى في عمّان. كيف يمكن جعل الصيف في عمّان أكثر احتمالا، هل تعدّ الأمانة أفكارا؟ هذا الأمر يشمل عدّة جبهات كل واحدة أكثر صعوبة من الأخرى ابتداء بأزمة السير مرورا بأزمة المياه وانتهاء بغياب متنفسات ومرافق صيفية مقنعة في الخدمة والكلفة للعائلات.
16/6/2006
اليوم أول جمعة من العطلة الصيفية وتبدأ حالة استنفار من نوع جديد بدل الاسترخاء والتهيؤ لمشروع الإجازة الطويلة للعائلة.
مدن أوروبا تفرغ من أهلها وتمتلئ بالسياح، وتمتلئ الطرق الخارجية بطوابير لعشرات الكيلومترات باتجاه الشواطئ، أمّا عمّان فسوف تبقى ممتلئة بأهلها مضافا لهم جموع المغتربين العائدين من كل بقاع الأرض. وتغصّ الشوارع بسيارات المغتربين والضيوف إلى جانب سيارات عمّان التي كانت وحدها قد بدأت تخلق أزمة سير على مدار ساعات النهار وفي كل أوقات السنة. ولدينا تحويلات على التقاطعات بسبب مشاريع أنفاق قيد الانجاز ستساهم بحصّتها في جعل اختناقات السير في الحرّ القائض فوق حدود الاحتمال وسوف يتضاعف الطلب على المياه الشحيحة أصلاً. وبالمناسبة هل تتناسب الزيادة في نسبة الضخ مع الزيادة الهائلة في الحاجات وعدد المستهلكين هذا الصيف؟!
هناك همّ الأولاد أيضا؟! ماذا نفعل بهم هذا الصيف؟ حين كنّا اطفالا في القرى والبلدات لم يكن السؤال مطروحا أبدا. فخارج بوابة البيت مساحات لا تنتهي ليعيث فيها الصبيان لهوا ولعبا. لكن في عمّان العمارات والشقق يوجد فقط القلق من الشارع الذي قد يقطعه ابنك بغير انتباه، وسوف تشفق عليه من البقاء طوال النهار أمام الشاشة اللعينة فيقولون لك عن نواد وتقرأ عن عروض لبرامج للأولاد، سخيفة وليست رخيصة وتلزمك ببرنامج يومي للتوصيل والإعادة. بالمناسبة هل تفكر أمانة العاصمة ببرامج للصيف؟ وهل تفكر وزارة السياحة ببرامج على غرار ما فعلت سابقا لتشجيع السياحة الداخلية؟
نبقى في عمّان. كيف يمكن جعل الصيف في عمّان أكثر احتمالا، هل تعدّ الأمانة أفكارا؟ هذا الأمر يشمل عدّة جبهات كل واحدة أكثر صعوبة من الأخرى ابتداء بأزمة السير مرورا بأزمة المياه وانتهاء بغياب متنفسات ومرافق صيفية مقنعة في الخدمة والكلفة للعائلات.
جميل النمري
جريدة الغد الأردنية
No comments:
Post a Comment