إدامة هذه المفخرة
الغد - 5/2/2006
الخدمات الطبية الملكية مفخرة النظام الصحّي الأردني ومركز القلب في مدينة الحسين الطبّية درّة التاج فيها، عرفه الأردنيون منذ البداية نموذجا للريادة ومدرسة للكفاءات أمدّت السوق الصحّي الأردني بأعلام طبّقت شهرتهم الآفاق
هذه الأيام اكتشفت درّة أخرى وأنا أتردد على مركز العناية الحثيثة للمدينة بمناسبة وجود احد أبناء العائلة فيه. هذا المكان، الذي يفترض أن يقبض القلب، كم يحرك من مشاعر الاعتزاز والرضي وأكاد أقول البهجة للمستوى الرفيع من التجهيز والخدمة التي تقول لك إن مريضك هو في أفضل مكان على وجه البسيطة يمكن أن تطمئن إليه بعد عناية الله
هذه ليست مجرد انطباعات اصرفها للمجاملة عن المركز الذي أعيد تأهيله منذ عامين، فأخي الجرّاح في القطاع الخاص قال لي إن أفضل مراكز العناية الحثيثة في القطاع الخاص لا تمثل كنسبة أكثر من 5 % مما يتوافر عليه هذا المركز من حيث نوعية الأجهزة الأحدث والأغلى ثمنا ونوع الخدمات والرعاية والخبرة الطبّية والتمريضية. وحسب وجهة نظره فإنّ الخدمات الطبية قدّمت القاعدة التي مكّنت الأردن أن يرتفع فوق المستوى العالم ثالثي للرعاية الصحّية
وجود مركز كهذا وإدامته بأداء رفيع يستمر رغم الضغط المخيف الذي نعرفه على الخدمات التي لا تستقبل أبناء القوات المسلحة فقط بل كل المحتاجين برعاية حانية من الديوان الملكي أو الحكومة، ورغم ظواهر لا ترحم نعرفها في مجتمعنا، تُحوّلُ أرقى صرح إلى ما يشبه "سوق الحلال
أول من أمس رأينا حادثة طريفة تقول شيئا عن هذه المعاناة؛ فقد حدث شجار ضخم بين فرعي عشيرة كبيرة معروفة على من يقوم بعزيمة الغداء الأولى للمتوفى الذي لم ينقل بعد عن السرير في العناية الحثيثة، ولم يحدث الشجار في صالة الاستراحة التي تغصّ بالزوار، بل في قلب المركز بعد أن تسامح الحرس مع الناس الذين جاؤوا لرؤية فقيدهم، والحرس بالعادة لطفاء مع الناس ويتفهّمون عاداتنا وفزعة الأقارب للزيارة، لكن هذا المكان الرائع حيث تتجلى القدرة والكفاءة والانتماء بصورة تبعث على الفخر يستحق أن نرحمه ونتكيف نحن مع متطلباته وليس العكس
الغد - 5/2/2006
الخدمات الطبية الملكية مفخرة النظام الصحّي الأردني ومركز القلب في مدينة الحسين الطبّية درّة التاج فيها، عرفه الأردنيون منذ البداية نموذجا للريادة ومدرسة للكفاءات أمدّت السوق الصحّي الأردني بأعلام طبّقت شهرتهم الآفاق
هذه الأيام اكتشفت درّة أخرى وأنا أتردد على مركز العناية الحثيثة للمدينة بمناسبة وجود احد أبناء العائلة فيه. هذا المكان، الذي يفترض أن يقبض القلب، كم يحرك من مشاعر الاعتزاز والرضي وأكاد أقول البهجة للمستوى الرفيع من التجهيز والخدمة التي تقول لك إن مريضك هو في أفضل مكان على وجه البسيطة يمكن أن تطمئن إليه بعد عناية الله
هذه ليست مجرد انطباعات اصرفها للمجاملة عن المركز الذي أعيد تأهيله منذ عامين، فأخي الجرّاح في القطاع الخاص قال لي إن أفضل مراكز العناية الحثيثة في القطاع الخاص لا تمثل كنسبة أكثر من 5 % مما يتوافر عليه هذا المركز من حيث نوعية الأجهزة الأحدث والأغلى ثمنا ونوع الخدمات والرعاية والخبرة الطبّية والتمريضية. وحسب وجهة نظره فإنّ الخدمات الطبية قدّمت القاعدة التي مكّنت الأردن أن يرتفع فوق المستوى العالم ثالثي للرعاية الصحّية
وجود مركز كهذا وإدامته بأداء رفيع يستمر رغم الضغط المخيف الذي نعرفه على الخدمات التي لا تستقبل أبناء القوات المسلحة فقط بل كل المحتاجين برعاية حانية من الديوان الملكي أو الحكومة، ورغم ظواهر لا ترحم نعرفها في مجتمعنا، تُحوّلُ أرقى صرح إلى ما يشبه "سوق الحلال
أول من أمس رأينا حادثة طريفة تقول شيئا عن هذه المعاناة؛ فقد حدث شجار ضخم بين فرعي عشيرة كبيرة معروفة على من يقوم بعزيمة الغداء الأولى للمتوفى الذي لم ينقل بعد عن السرير في العناية الحثيثة، ولم يحدث الشجار في صالة الاستراحة التي تغصّ بالزوار، بل في قلب المركز بعد أن تسامح الحرس مع الناس الذين جاؤوا لرؤية فقيدهم، والحرس بالعادة لطفاء مع الناس ويتفهّمون عاداتنا وفزعة الأقارب للزيارة، لكن هذا المكان الرائع حيث تتجلى القدرة والكفاءة والانتماء بصورة تبعث على الفخر يستحق أن نرحمه ونتكيف نحن مع متطلباته وليس العكس
جميل النمري
No comments:
Post a Comment