الحاجز
alhajz
تأليف: عزمي بشارة
النوع: غلاف عادي، 21×14، 344 صفحة
الطبعة: 1
مجلدات: 1
الناشر: رياض الريس للكتب والنشر
تاريخ النشر: 01/06/2004
اللغة: عربي
:النيل والفرات
فمنذ الاجتياح أصبح الحاجز إعلان الوجود الطاغي لمن وضعه. الحاجز هو الفاصل، وهو الواصل بين العالمين. هو الحدود وهو المعبر. هو الألم وهو الأمل بالخروج. بات الحاجز يأخذ ذاته بجدية... وطال الانتظار على الحاجز ولكن في الوقت ذاته قلّت شكوى المنظرين، زادت معاناتهم وزاد صبرهم عليها، زاد جلدهم، لا لأن جلدهم قد ازداد سماكة، بل لأن الحاجز بات سريع الانفعال لا يحتمل الشكوى، والخوف لا يسمح بالتذمر. الحاجز في مرحلة ما بعد الاجتياح "ما بينمزح معو"، لأن يده ترتج على الزناد خفيفة، ولأنه أيضاً خائف. ولكن توازن الرعب على الحاجز لا يفيد من هوية القامع وهوية المقموع، هوية المسيطر والمسيطر عليه، هوية الآذن وهوية متسل الإذن. لم يعد الواقع إلا حاجزاً ولا يوجد في الواقع توازن في الرعب، يوجد في الواقع رعبان لا توازن بينهما، خوفان لا تكافؤ بينهما. بات الحاجز شمولياً لا يكتفي بأقل من وقت الإنسان كله، جهده كله، أعصابه كلها. حتى النهار قد يمضي وقته أمام الحاجز. الزمن ذاته ينتظر في المكان. رام الله أصبحت تبعد يوم سفر مثل كل شيء، يوم السفر يوم، و"يوم الطاحونة يوم"، كما قالوا. وقد ينتهي بغبار على الملابس ولكن دون طحين. تعيش الناس في ظل الحاجز، سافرت أم لم تسافر، غادرت أم لم تغادر. وجوده طاغ على كل شيء، يتخلل كل تفاصيل الحياة، يصبغ كل شيء بلونه. نفسية الناس مرتبطة بالخبر الوارد عن الحاجز، خططهم، مشاريعهم، لقمة العيش، القرار حول مكان السكن ومدرسة الأولاد ومكان العمل متعلقة بموقع كل شيء "أمام" الحاجز" أم "خلفه"، كل الاعتبارات تبدأ بالحاجز وكل الغايات يجب أن تبرر ذاتها بمنطقة، أن تشرح نفسها أمام عرشه
يروي من خلالها قصة الحاجز وما خلف كواليسه من أحداث يواجهها الفلسطيني الذي عبّ من جرار المعاناة ومن ذاك المحتل إلى حدّ السكر. يأخذنا عزمي بشارة من خلال أسلوبه المتميز بالبساطة ومن خلال نبرته المتشحة بالحزن والألم والمموهة بالروية السردية إلى فلسطين السليبة لنعيش يوميات مواطنيها ولنقف عن كثب على ذاك في محاولة إلى اطلاع العالم على المأساة الحياتية التي تمثل واقع الفلسطينيين، تتخلل سرديات عزمي بشارة جزئيات بعض الاسترسالات إلا أنها تمثل جزءاً هاماً من حكاية سياسي قريب جداً من عالم السياسة الإسرائيلية يتحدث بوضوح عن كل ما يحدث في مطابخ السياسة الأميركية والإسرائيلية يتحدث بصراحة عن همجية الممارسات الإسرائيلية، يحاول الدفاع فتبعده السلطات وتحاكمه من أجل ذلك
:الناشر
"لم يعد بإمكانها أن تفعل شيئاً، أي شيء. يجب أن تجتاز الحاجز يومياً من أجل العمل في بيوت الناس لأن زوجها يرفض العمل على حد قولها، ويمنن عليها، "محملها جميلة" لأنه يسمح لها أصلاً بإعالته لأنها لم تلد له سوى بنات ومنهم أجملهن وجد المريضة. مسؤوليتها الكاملة إعالتهم وإعالتها. ولكن الحاجز عطل كل شيء أنها مضطرة لاجتيازه نحو المدينة من دون إذن أي رغبة بأي مواجهة وبقرار مسبق لتمرير أية إهانة من دون ملاحظة، ليس لديها وقت للكرامة الشخصية، ووطنيتها الوحيدة التي تعرفها هي الوصول إلى الموضوع إلى وسائل إعالتهن، بل وتمرر الإهانة مع ابتسامة بلهاء أصبحت ترافقها في البيوت".
alhajz
تأليف: عزمي بشارة
النوع: غلاف عادي، 21×14، 344 صفحة
الطبعة: 1
مجلدات: 1
الناشر: رياض الريس للكتب والنشر
تاريخ النشر: 01/06/2004
اللغة: عربي
:النيل والفرات
فمنذ الاجتياح أصبح الحاجز إعلان الوجود الطاغي لمن وضعه. الحاجز هو الفاصل، وهو الواصل بين العالمين. هو الحدود وهو المعبر. هو الألم وهو الأمل بالخروج. بات الحاجز يأخذ ذاته بجدية... وطال الانتظار على الحاجز ولكن في الوقت ذاته قلّت شكوى المنظرين، زادت معاناتهم وزاد صبرهم عليها، زاد جلدهم، لا لأن جلدهم قد ازداد سماكة، بل لأن الحاجز بات سريع الانفعال لا يحتمل الشكوى، والخوف لا يسمح بالتذمر. الحاجز في مرحلة ما بعد الاجتياح "ما بينمزح معو"، لأن يده ترتج على الزناد خفيفة، ولأنه أيضاً خائف. ولكن توازن الرعب على الحاجز لا يفيد من هوية القامع وهوية المقموع، هوية المسيطر والمسيطر عليه، هوية الآذن وهوية متسل الإذن. لم يعد الواقع إلا حاجزاً ولا يوجد في الواقع توازن في الرعب، يوجد في الواقع رعبان لا توازن بينهما، خوفان لا تكافؤ بينهما. بات الحاجز شمولياً لا يكتفي بأقل من وقت الإنسان كله، جهده كله، أعصابه كلها. حتى النهار قد يمضي وقته أمام الحاجز. الزمن ذاته ينتظر في المكان. رام الله أصبحت تبعد يوم سفر مثل كل شيء، يوم السفر يوم، و"يوم الطاحونة يوم"، كما قالوا. وقد ينتهي بغبار على الملابس ولكن دون طحين. تعيش الناس في ظل الحاجز، سافرت أم لم تسافر، غادرت أم لم تغادر. وجوده طاغ على كل شيء، يتخلل كل تفاصيل الحياة، يصبغ كل شيء بلونه. نفسية الناس مرتبطة بالخبر الوارد عن الحاجز، خططهم، مشاريعهم، لقمة العيش، القرار حول مكان السكن ومدرسة الأولاد ومكان العمل متعلقة بموقع كل شيء "أمام" الحاجز" أم "خلفه"، كل الاعتبارات تبدأ بالحاجز وكل الغايات يجب أن تبرر ذاتها بمنطقة، أن تشرح نفسها أمام عرشه
يروي من خلالها قصة الحاجز وما خلف كواليسه من أحداث يواجهها الفلسطيني الذي عبّ من جرار المعاناة ومن ذاك المحتل إلى حدّ السكر. يأخذنا عزمي بشارة من خلال أسلوبه المتميز بالبساطة ومن خلال نبرته المتشحة بالحزن والألم والمموهة بالروية السردية إلى فلسطين السليبة لنعيش يوميات مواطنيها ولنقف عن كثب على ذاك في محاولة إلى اطلاع العالم على المأساة الحياتية التي تمثل واقع الفلسطينيين، تتخلل سرديات عزمي بشارة جزئيات بعض الاسترسالات إلا أنها تمثل جزءاً هاماً من حكاية سياسي قريب جداً من عالم السياسة الإسرائيلية يتحدث بوضوح عن كل ما يحدث في مطابخ السياسة الأميركية والإسرائيلية يتحدث بصراحة عن همجية الممارسات الإسرائيلية، يحاول الدفاع فتبعده السلطات وتحاكمه من أجل ذلك
:الناشر
"لم يعد بإمكانها أن تفعل شيئاً، أي شيء. يجب أن تجتاز الحاجز يومياً من أجل العمل في بيوت الناس لأن زوجها يرفض العمل على حد قولها، ويمنن عليها، "محملها جميلة" لأنه يسمح لها أصلاً بإعالته لأنها لم تلد له سوى بنات ومنهم أجملهن وجد المريضة. مسؤوليتها الكاملة إعالتهم وإعالتها. ولكن الحاجز عطل كل شيء أنها مضطرة لاجتيازه نحو المدينة من دون إذن أي رغبة بأي مواجهة وبقرار مسبق لتمرير أية إهانة من دون ملاحظة، ليس لديها وقت للكرامة الشخصية، ووطنيتها الوحيدة التي تعرفها هي الوصول إلى الموضوع إلى وسائل إعالتهن، بل وتمرر الإهانة مع ابتسامة بلهاء أصبحت ترافقها في البيوت".
No comments:
Post a Comment